الجمال الحقيقي

في الحقيقة تحاول الكثير من النساء والفتيات البحث عن الجمال الحقيقي ، ويختلف الكثير من الاشخاص في تعريف الجمال الحقيقي ، فالبعض يحاول البحث عن الجمال من خلال اللون او الطول او الزي او غيرها من محددات الجمال ، أما البعض الاخر فيحاول الابتعاد عن استخدام هذا المصطلح لكونه يعتبره ، يقترب من مفاتن المرأة التي حاول الإسلام الابتعاد عنها من باب سد الذرائع ، لكن بالمقابل فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يدعونا للجمال والتجمل ، وهذا ليس بالأمر الغريب عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد علمنا صلى الله عليه وسلم كل أمور حياتنا ولم يدع لنا أمرا من امور حياتنا الا وبلغه لنا .

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ من كآبة المنظر وهذا مذكور في دعاء السفر ، فكان صلى الله عليه وسلم لا يحب أن يرى أثناء سفره منظرا قبيحاً... لأنه يوثر على نفس الإنسان ويجعله في حالة غير متفائلة او يحد من عطاءه .. وهذا شيء يلاحظه الإنسان في سفره فكيف تكون نفسيتك حينما تلاحظين منظرا جميلا سواء من الجبال أو الأشجار أو الوديان: ألا تشعرين بقوة بالنفس ونشاط وعزيمة للعطاء والإقدام.

ماهي معايير الجمال؟!

لعل الجمال يعد من القضايا الأساسيه وكلنا يسعى إليها ، ولهذا خلق الله الإنسان في أحسن تقويم ، ولكن ماهي أحسن صورة؟  فهل يمكن ان يكون الشخص الأعمى والأعرج جميل؟! نعم هذا ممكن ، فكل إنسان منا جميل حتى لو كان أعرجاً أو أعمى. فالأعمى يستشعر بالجمال من خلال اللمس وقد نتساءل هل يحب أعمى؟ والجواب نعم يحب.. لأن الحب لا يكون بالنظر فقط بل للحب وسائل ثلاثة هي:

حب البصر و حب العقل و حب الروح فإذا أخذ البصر 33% والعقل والروح نفس النسبة يكون الإجمالي لدينا 100% فالأعمى يفقد الثلث فقط لكنه يملك الأغلبية.

هل الجمال قضية تهم المرأة والرجل على حد سواء؟

عندما نتكلم عن الجمال فنحن نتكلم عنه من منطلق أنه قضية أساسية تهم الرجل والمرأة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك».

لاحظ كيف ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم صفة الجمال وأنها مرغوبة لدى الناس ولكن لماذا ذكر صلى الله عليه وسلم من صفات طلب المرأة للزواج ، الجمال ولم يذكر هذه الصفة عند الرجال؟ لماذا قال في الرجل «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» لماذا جعل الصفة المرغوبة في الرجل الدين والخلق ذلك لأن الدين والخلق بحد ذاته جمال لدى الرجل في عين المرأة فلماذا ، عندما نرى رجلا يمشي مع امرأته يعطينا البصر عدم تناسب هذين الزوجين مع بعضهما؟

لأننا نظرنا إلى الشكل فقط والبصر لايدرك جمال الروح ولايعرف أن هذين الزوجين بينهما قناعة روحية وجمال روحي طغى على الشكل فجمعهما مع بعض.

 ما هو مفهوم الجمال عند الناس؟

لقد تعودنا من خلال التلفاز أن الجمال إنما يكون بالشكل الخارجي للجسم ، من خلال الممثلات والفنانات والمطربات.. ولانعلم أن هذه الفنانة قد تبقى ساعات طويلة أمام المرأة بحيث تجعل من نفسها تبدو بهذا الشكل الحسن.

وهذا ما نلاحظه في مسابقة ملكات الجمال - الشائعة - فهي تدور كلها حول شكل المرأة  الخارجي فلم نسمع يوما مسابقة جمال تنظر الى الروح أو جمال الخلق أو جمال الدين.. لقد أصبح جل اهتمامنا اليوم المظهر.

في حقيقة الأمر الكثير مما نراه امام شاشات التلفاز هو خليط من الألوان البيضاء والحمراء والصفراء فيما يطلق عليه المكياج ، وهي تظهر المراة احيانا بمظهر يختلف كليا عن شكلها الحقيقي ، فالكثير من الممثلات قد لا تعرفها في حال رأيتها كونها بدون مكياج وبعضهم يجلس الساعات الطوال في جلسات المكياج وغيرها.

الجمال المغشوش

نعاني في هذه الايام من الجمال المزيف ولم يعد المرء قادرا على التمييزفيما بين الجمال الحقيقي والجمال الصناعي .. فأصبحت الواحدة من النساء تضع عيونا ورموشاً وشامة سوداء على وجهها وكلها صناعية.

وأعرف احد الاشخاص اللذين قاموا بطلاق زوجته بعد يومين والسبب أنه قد خدع بعيونها الزرقاء وشامتها السوداء وأخذ يعدد صفات الجمال التي لم يجد منا شيئا بعد الزواج.

وهذا ماجعله يبعث والدته لتفحص له الخطيبة الجديدة للتأكد من شعرها وعيونها ولونها وهل هي أصلي أم مغشوش.

توظيف الرسول صلى الله عليه وسلم للجمال

لقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من المواقف مع الجمال فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختار رسله إلى الأمراء من أجمل الصحابة فالصحابي الجليل (دحيه الكلبي) من المعروف عنهم بجماله وكان جبريل عليه السلام يأتي على صورته (ومصعب بن عمير) معروف بشبابه ورائحته المميزة أرسله رسول الله إلى المدينة، و(معاذ بن جبل) كان معروفا بالجمال والدين والعلم أرسله إلى اليمن وهكذا فرسول الله كان يعتني بالجمال ويوظفه في مكانه لخدمة الإسلام.

إن الجمال من الأمور المطلوبة والتي يسعى لها الإنسان ، لكن أن نجعل من الجمال شغلنا الشاغل ، وأن يأخذ كل اهتمامنا فهذا خطأ والإنشغال به وأن ننسى جمال النفس والروح والخلق والدين فأصبحت الفضائيات تروج الفتاة على أنها سلعة تباع ووظفت جمالها في كل شيء حتى لاحظنا نجاح البرامج التافهة بسبب الفتيات الجميلات.

قصة الفتاة الجميلة "وصال "

هذه قصة فتاة جميلة جدا اسمها وصال أراد أحد الشباب القرب منها بالحرام فقالت له: أسمح لك بالقرب مني ولكن بشرط أن تصلي الفجر جماعة في المسجد لمدة 40 يوما فقال الشاب: هذا سهل وفعلا بدأ الشاب بصلاة الفجر أربعين لم يتخلف عن الجماعة يوما واحدا فلما انتهت الأيام جاءت وصال لتنفذ ماوعدت به الشاب ولما خرج الشاب من صلاة الفجر قالت له الفتاة انتهت الأربعين يوما وأنا مستعدة لأنفذ ماوعدتك به فقال يا وصال لقد كنت سببا في الاتصال.. فلاتكوني سببا في الإنفصال وهكذا عندما يتعلق الإنسان بحب الله يسقط من عينه كل حب سواهفعداد المال في البنك لاقيمة للمال عنده من كثرة عدّهِ للمال والله جميل يحب الجمال وقمة الجمال عند الفتاة أن تتمسك بما امر الله من حجاب وحشمة.

تقول ناعومي وهي ممثلة عارضة أزياء أمريكية حاصلة على الأوسكار إنها على الرغم من حصولها على كثير من الحريات إلا أنها مازالت أسيرة لشيء واحد ألا وهو وهم الجمال طبعا المقصود هنا الجمال الغير حقيقي المتعلق بشكل الانسان فقط.

فهي لا تحب الأفكار السائدة اليوم بأن المرأة المثالية هي المرأة الرشيقة القوام وهذا ما يسبب لها الاكتئاب ولدى الكثير من الفتيات المراهقات التي تتراوح أعمارهن ما بين 12-18سنة وكل هذا بسبب سعيهن المستمر وراء سراب الجمال مما جعل الأطباء النفسيين يمارسون ضغوطهم على الشركات لاختيار ملكة جمال بمواصفات مختلفة وقد حدث فعلا أن اختاروا فتاة هندية سمراء ملكة الجمال في إحدى السنوات طبعا هذا ما يؤثر على الفتاة التي لا تجعل قدوتها نساء الإسلام أما الفتاة المسلمة التي تجعل قدوتها عائشة رضي الله عنها وخديجة وحفصة وزينب رضي الله عنهن فلا تهتم بهذه الرشاقة وبالجسد بل تهتم بما هو أسمى من جمال الجسد.. هو جمال الروح والجمال الديني لا الجسدي فقط.

ولانقول للفتاة اعتني بجسمك وأهملي الباقي بل نقول ليكن أول اهتمامك جمال الروح والدين ليتكامل بجمال الجسد والشكل.فهذا هو الجمال الحقيقي للفتاة المسلمة لنصل إلى جواب السؤال: من هي الفتاة الجميلة؟ أو من أجمل الفتيات؟! إنها كل فتاة تحب ذاتها وتحس بجمالها وأخلاقها.